التصنيفات
شعر

نافذة على القيامة

المثنى الشيخ عطية عن زلزال الفجر الدامي

ما لها هذه الأرض

تُزلزل زلزالها

تُخرِج من جوفِها أثقالَها

وتُسقِط من طائرات أبابيلِ سمائِها براميلَ تروي أهوالَها

على بشرٍ غافلين ما تخبّئُ لهم أقدارُهم:

نساء نائمات بين سواعد رجالهنّ

رجال نائمون في أحضان زوجاتهم

أطفال ما زال حليب الأمومة يسيل من أطراف شفاههم

فتيان يحلمون بدرّاجات لا يجمّد البردُ أطرافها

وفتيات يدعين مختنقاتٍ بالبكاء

محتارات ماذا يفعلن بالدماء

أن تُزلزل الأرض زلزالها

بالمسوخ التي نهشَت زهراتهنّ

بمن باع أحلامَهنّ مِن إخوتهنّ وآبائهنّ وأعمامهنّ

وبمن يوحي للأرض أن تزلزل أقدامهنّ

غافلاً عمّا يفعل بهنّ

وما ذا يعدّ لهنّ بعد

وعمّا ذا يتساءل لماذا

يسير السوريّون على هدْيِ ناقته

سُكارى وما هم بسكارى

بين أمم الأرض التي كفرتْ بينا هم يُسبّحون اسمَه

في الغداة التي ليس فيها كسرةَ غداء

والعشيّة التي ليس فيها كسرةَ عشاء

وما بينهما من داءٍ ليس فيه حبّة دواء !!!

ما لها هذه الأرض

تزلزل زلزالها

بثياب الساحر الساخر

فتُخرج من قبّعة أرانبها

ربّين يدوران بوجهين متعاكسين في ذات اللحظة

واحدهما يحملُ طفلاً أخرجه للتوّ

ضاحكاً من بين أيدي الفناء

وما يلبث أن يبكي أخاه الذي لم يستطع إخراجه

بأيدي الهواء

وثانيهما يقف مجذوباً أمام البروج المشيّدة ولا يستطيع إدراكها

فيُصاب بمتلازمة أباطرة البروج

يمتطي ناقته الرعناء

ويضرب خبط عشواء ملتاثاً

في الملتاثين الذين يسبّحون اسمه

ذاهلاً عمّن أوحى للأرض

أن تزلزل زلزالها…

ما لها هذه الأرض

ما لها…

كتبها: المثنى الشيخ عطية

روائي وشاعر سوري